للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أمها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وخطبها وتزوجها وأمهرها [رَزِينة] (أ)، وكان أتى بها سَبِيَّة من قريظة والنضير. وهذا الحديث ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة، ومُعارَض بما أخرجه الطبراني (١) وأبو الشيخ (٢) من حديث صفية نفسها قالت: أعتقني النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل عتقي صداقي. وهذا موافق لحديث أنس، وفيه رد على من قال: إن أنسًا قال ذلك بناء على ما ظنه، ثم إن هذا الحديث خالف ما عليه كافة أهل السير، أن صفية من سبي خيبر. ويحتمل أن يكون أعتقها بشرط أن ينكحها بغير مهر، فلزمها الوفاء بذلك، وهذا خاص [بالنبي] (ب) - صلى الله عليه وسلم - دون غيره. قال ابن الصلاح (٢): معنى الحديث أن العتق حل محل الصداق وإن لم يكن صداقًا. قال: وهذا كقولهم: الجوع زاد من لا زاد له. قال: وهذا الوجه أصح الأوجه وأقربها إلى لفظ الحديث. وتبعه النووي في "الروضة" (٣)، وممن جزم بأن ذلك خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، يحيى بن أكثم فيما أخرجه البيهقي (٤) قال: وكذا نقله المزني عن الشافعي. وقال: وموضع الخصوصية أنه أعتقها مطلقا وتزوجها بغير مهر ولا ولي ولا شهود، وهذا بخلاف غيره. ويتقوى دعوى الخصوصية بكثرة خصوصيات النبي - صلى الله عليه وسلم -


(أ) في الأصل: دويبة.
(ب) في الأصل: في النبي.