الخمسمائة كنيسة لليهود اللئام، قد تمادى عليه الزمان وهجر من الصلاة والإعلان بالأذان، فوسعه وصيره جامعًا ثابت الأركان، وأحدث فيه خطبة مع كونه داخل سور دمشق ولم يتفق منذ فتحت إحداثها إلى الآن فارتغم اليهود أيضًا لا سيما وقد صارت حارتهم هناك للدواب وغيرها موطئًا وأرضًا.
وكذا اتفق حين كان البلقيني بالشام قاضيًا أخذ كنيسة لليهود وجعلت مسجدًا شاميًا، وفي رمضان سنة ثمانين وسبعمائة مضبوطة عدا، توجه الجمال أبو الثناء محمود القيصري المحتسب إلى الجيزة فهدم كنيسة أبي النمرس وعملها مسجدًا، ووقع في زمن الظاهر أبي سعيد نحو هذا التأييد، فمولانا السلطان حماه الله عن الإصغاء للزور والبهتان يستخير الله في عمل هذه البقعة مسجدًا ويستشير من يتقي الله في جعلها للمسلمين معبدًا، لتذكر بذلك مملكته إلى الأبد، ويشتهر بين سائر ملوك الآفاق بقوة العدد والمدد، فذاك الغاية في إرضاء الله ورسوله، وإمضاء ما بلغه من صحيح المقال ومقبوله، يسر الله له ذلك بمنه وكرمه، وقهر بوجوده كل سالك للمخالفة بلسانه وقلمه، فقد قال تعالى في كتابه:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) وقال: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز)
وأما ما ذكر ـ أعني مما طوى من السؤال ـ من تمرد اليهود، فقد استفيض