منها: عند أحمد وابن ماجه وغيرهما بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله! متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال:"إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم السابقة" وفي رواية: "في بني إسرائيل" قالوا: يا رسول الله! وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال:"الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالتكم".وفي لفظ:"إذا ظهر الادهان في خياركم، والفاحشة في كباركم، وتحول الملك في صغاركم، والفقه في رذالكم".
ولكن ما المراد بالصغر، يظهر والله أعلم أنه ليس المراد به صغر السن، إذ رب صغيرٍ أفضل وأولى من كثير من الكبار، ويشير إليه قوله تعالى:(يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك) وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد، ومعاذ بن جبل، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم للولايات، مع صغر أسنانهم، بل يورى أنه صلى الله عليه وسلم أرسل سرية فاستقرأهم فقرًا شيخ، ثم قرأ شاب، فاستعمله، فقال الشيخ: استعملته علي وأنا أكبر منه