لا يستجاب وقد خير صلى الله عليه وسلم كما قال القاضي عياض في الشفاء أنه سأل لأمته أشياء من أمور الدين والدنيا أعطي بعضها ومنع بعضها وبالجملة فاللائق عدم الخوض في هذا المقام سيما بحضرة من لا يفهم الكلام وبالله التوفيق.
٣١٨ - مسألة: لا شك أنه صلى الله عليه وسلم كان عالمًا ببراءة عائشة رضي الله عنها بحيث قال: "والله ما أعلم على أهلي إلا خيرًا ولقد ذكروا لي رجلاً والله ما علمت عليه إلا خيرًا ولا كان يدخل على أهلي إلا معي" ولكن تأخيره للإعلام بذلك فيما يظهر ليستعلم في تلك المدة من في قلبه مرض من النفاق ونحوه بخضوهم فيه ولتكون الحجة ي وقفة من الرب سبحانه وتعالى مع العلم بأنه لا ينطق عن الهوى، ولما هم علي رضي الله عنه مقصد الشارع صلى الله عليه وسلم مشي فيما يكون محركًا للمنافقين ليحذر بنياتهم ويعلم التائب والمزلزل حين قال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير واسأل الجارية تصدقك بل ضيق عليها بحيث فهمت الصديقة من هذا كله تسليمه وشأنها، وحاشاه من ذلك سيما "مسلما" روي ضبطه فتح اللام