وذلك يقضتي سلامته من ذلك. نعم روي بلفظ "مسيئًا" وهو مؤيد بكسر اللام بل عند البيهقي في الدلائل أن عائشة سألت مسروقًا عن أمر ذي الثدية أصابه علي رضي الله عنه وذكر القصة، وفيها قولها: لعن الله فلانًا فإنه كتب إلي أنه أصابهم بنيل مصر ثم أرخت عينيها فلما سكنت عبرتها قالت: رحم الله عليًا لقد كان على الحق وما كان بيني وبينه إلا كما يكون بين المرأة وأحمائها.
وروينا في المنامات لابن أبي الدنيا من حديث جرير قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وعائشة بين يديه يختصمان فيما كان بينهما. ومن حديث المطلب ابن زياد بإسناد لم نحفظه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي وعائشة: "أما إنه سيكون بينكما أمر أما أن الله سيغفر لكما" وأما قول الوليد بن عبد الملك ومروان للزهري: أن عليًا كان ممن قذفها. وفي لفظ: هو الذي تولى كبره منهم، فقد رده عليه الزهري. بل قال شيخنا رحمه الله في فتح الباري: وكان بعض من لا خير فيه من الناصبة تقرب لبني أمية بهذه الكذبة فحرفوا قول عائشة إلى غير وجهه لعلمهم بانحرافهم عن علي فظنوا صحته حتى بين الزهري للوليد أن الحق خلاف وأن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، بل رده أيضًا على أخيه هشام بن عبد الملك فجزاه الله خيراً