فالجواب: فيه أحاديث. فروى ابن ماجه عن ابن عباس قال: اصاب النبي صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليًا عليه السلام فخرج يلتمس عملاً يصيب فيه شيئًا ليغيث به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى بستانًا لرجل من اليهود استقى له سبعة عشرة دلوًا، كل دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة، فجاء بها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم. وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عن إسحاق بن راهويه وابي يعلى في مسنديهما عن علي نفسه والفظ لأولهما قال: خرجت في ليلة شاتية من بيتي جائعًا حرضًا قد أدلقني البرد فأخذت إهابًا قد كان عندنا فجبته ثم أخلته في عنقي ثم حزمته على صدري أستدفئ به، والله ما في بيتي شيء آكل منه ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة فاطلعت إلى يهودي في حائط من ثغرة جداره فقال: مالك يا أعرابي؟ هل لك في كل دلو بتمرة؟ فقلت: نعم، فافتح الحائط، ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع دلوًا ويعطيني تمرة حتى إذا ملأت كفي قلت: حسبي منك الآن فأكلتهن ثم كرعت في الماء ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو في عصابة من أصحابه، فاطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ما فيه من النعيم، ورأى حالته التي هو فيها فذرفت عيناه فبكى ثم قال: "كيف أنتم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى وسترتم بيوتكم