فأما مصر، فمن فضائلها أن الله عز وجل ذكرها في بضع وعشرين موضعًا من كتابه صريحًا وإيماءً وذلك فضل عظيم.
وكذا من فضائلها أمر أنبيائه عليهم السلام بسكناها كما في قوله تعالى:(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوَّءا لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين).
وكون ملكها أعظم ملك في الأرض وجميع أهل الأرض يحتاجون إليه، قال تعالى مخبرًا عن فرعون اللعين:(أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) وهي خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، قال تعالى مخبرًا عن قول يوسف عليه السلام لملك مصر:(اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) وقال عز وجل: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء) إلى غير ذلك من الفضائل كقوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صببروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) فإن المراد بالأرض المذكورة هنا أرض مصر جزمًا، وبالقوم بنو إسرائيل بدليل قوله تعالى: (إن فرعون