لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابه "الإحياء": أنه يبدأ بمسبحة اليمنى ثم الوسطى ثم البنصر ثم الخنصر ثم بخنصر اليسرى إلى إبهماها ثم إبهام اليمنى قال: ولم أر في الكتب خبرًا مرويًا في ترتيب قلم الأظفار، ولكني سمعت أنه روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه بدأ بمسبحة اليمنى وختم بإبهام اليمنى وبدأ اليسرى بالخنصر إلى الإبهام. انتهى.
واعترض أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي الإمام في علم الأصول والكلام على صاحب "الإحياء" في ذكره ذلك، وذكر كما قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووي في إنكاره عليه كلامًا لا أوثر ذكره، وأن هذا الحديث لا أصل له.
قلت: ولا اعتراض عليه ـ رحمه الله ـ فإنه أعلم بأنه لم يجده في الكتب وإنما سمعه بلاغًا، وأتى به مع ذلك بصيغة التمريض وقد قال النووي رضي الله عنه في "شرح المهذب" له عقب الإشارة إلى كلام الغزالي واعتراض المازري ما نصه: والمقصود أن الذي ذكره الغزالي لا بأس به إلا في تأخير إبهام اليمنى، فلا يقبل قوله فيه. بل يقدم اليمنى بكمالها، ثم اليسرى، وأما الحديث الذي ذكره فلا أصل له، وأما الرجلان فيبدأ بخنصر اليمنى كما في تخليل الأصابع في الوضوء. انتهى.
وكذا قال الحافظ أبو الفضل العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء