٢١٢ - وسئلت عن تعيين قبر عمرو بن العاص، وهل لخديجة ابنة اسمها فاطمة قدمت مع زوج لها إلى مصر، ودفنا بمكان واحد خارج القرافة، وهل ثبت أن أحدًا من الصحابة المعينين قتلوا ودفنوا أيضًا خارج القرافة بالوقعة التي وقعت لعمرو رضي الله عنه خارج القرافة.
فكتبت: الحمد لله لم يثبت لي تعيين قبر سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه في خبر يركن إليه مع ثبوت أنه مات بمصر، ولكن قد روينا في فتوح مصر لابن عبد الحكم من حديث ابن لهيعة: أن المقوقس ـ يعن ملك الروم بإسكندرية والقبط بمصر نيابة عن ملك الروم هرقل ـ قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه: إنا لنجد في كتابنا أن ما بين هذا الجبل ـ يعني المقطم وحيث نزلتم ـ ينبت فيه شجر الجنة، فكتب عمرو بقول المقوقس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: صدق فاجعلها مقبرة للمسلمين، فقبر فيها ممن عرف من أصحاب رسول الله سمى ابن لهيعة عمن حدثه منهم خمسة نفر: عمرو بن العاص السهمي، وعدب الله بن حذافة السهمي، وعبد الله بن الحارث بنجزء الزبيدي، وأبا بصرة الغفاري، وعقبة بن عامر الجهني، زاد غيره: ومسلمة بن مخلد الأنصاري.
قلت: وممن جزم بأن عمرًا دفن بالمقطم في ناحية الفج، وكان طريق الناس يومئذ إلى الحجاز، محمد بن الربيع الجيزي زاد ابن عبد الحكم: أحب عمرو أن يدعو له كل من مر به كما أخبرنا به ابن