٢٠ - حديث: هل ورد في الاستغفار عقب الذكر شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من السلف أم لا؟ وإذا لم يرد فهل يمنع من فعل ذلك أم لا؟ وإذا لم يمنع منه فما يلزم المتعرض لإنكار ذلك؟
فأجبت: لم أقف على نهي في ذلك والمنع منه لا وجه له وكان شيخنا ـ رحمه الله ـ كثيرًا ما يتعجب من منع ذلك وحاشا المؤمن أن يستغفر الله تعالى من ذكره، بل قد يكون استغفاره عقب الذكر، يقصد به فعلاً حسنًا، وهو التأسف على ما فاته من ذكر الله تعالى قبل ذلك، أو الاعتراض بالعجز عن ذكره بما يليق به سبحانه وتعالى، ونحوه استغفار ما يحتاج إلى استغفار، فيثاب حينئذ على هذا المقصد الحسن، ويؤدب المتعرض لإنكار ذلك حيث فهم ما يتحقق عدم قصده من كل مؤمن بما يليق به مع ترتيب مقتضى ذلك عليه، ثم رأيت في عمل اليوم والليلة لابن السني أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح قال ـ وهو ثان رجليه ـ:"سبحان الله وبحمد استغفر الله إن الله كان توابًا، سبعين مرة، ثم يقول سبعين بسبعمائة". وقد بينت حكمه في غير هذا المحل.