قال: يدعو قائمًا، وعللوه كما قال النووي في «شرح المهذب» بعلتين: أحداهما: كي لا يشك هو أو من خلفه هل سلم أم لا. الثانية: كي لا يدخل غريب فيظنه بعد في الصلاة فيقتدي به، انتهى.
والعلتان تنفيان بانحرافه عن مصلاه وهو في موضعه، وقد جاء: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته انحرف. وكذا باستقباله المأمومين وفيه أحاديث أوردها البخاري في باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، أو برفع الصوت بالذكر، فقد ثبت: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة، كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جاء: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من صلاته يقول بصوته الأعلى: "لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" وأما تطوع الإمام مكانه مما حكى البخاري عن