عياض: ولا مانع منه وأن يكون صعد منهم من ذكر أنه صلى الله عليه وسلم رآه يعني ويكون هؤلاء تقدموا بين يديه تشريفًا له، وقد قال البيهقي في "حياة الأنبياء في قبورهم" له: لا مانع أنه يرى موسى قائمًا يصلي في قبره ثم أسري بموسى وغيره إلى بيت المقدس كما أسرى بنبينا فيراهم فيه ثم يعرج بهم إلى السماوات كما عرج بنبينا فيراهم فيها كما أخبر صلى الله عليه وسلم بحلولهم في أوقات بمواضع مختلفات، وكل هذا جائز ثابت في العقل فما ورد به خبر الصادق انتهى.
إذ قلنا: بقدم التعدد أما معه، فلا إشكال على أن بعضهم جمع بينهما مع الاتحاد بأنه لقي موسى في السادسة فأصعد معه إلى السابعة تفصيلاً له على غيره من أجل كلام الله تعالى. وظهرت فائدة ذلك في كلامه مع المصطفى فيما يتعلق بأمر أمته في الصلاة.
وأما تعيين أماكنهم، فاتفق الشيخان من حديث قتادة وثابت كلاهما عن أنس على كون في الأولى آدم وفي الثانية يحيى وعيسى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون وفي السادة موسى وفي السابعة إبراهيم، ووافقهما ثالث عن أنس لكن جعل هارون في الرابعة وإدريس في الخامسة، وكذا وافقهم رابع ولكن جعل يوسف