وقيل: ابن حرب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم إذ يجتمعان في عبد مناف. وفي ابن الحارث ذكر أبو عمربن عبد البر الحافظ في كتاب الاستيعاب له الحديث ورجع أن المقول له إنما هو ابن حرب حيث نقل عن ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل الصيد في جوف الفرا" لأبي سفيان بن الحارث، قال: وقيل لابن حرب وهو الأكثر. انتهى مخلصًا.
وكذا حكى الخلاف السهيلي في الروض الأنف لكه رجع الأول فإنه قال في أثناء ترجمة ابن الحارث ما لفظه: ولأبي سفيان هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت يا أبا سفيان كما قيل: كل الصيد في جوف الفرا" وقيل: بل قالها لأبي سفيان ابن حرب، والأول أصح. وتعقبه الحافظ علاء الدين بن مغلطائي بما حاصله: أن الظاهر أنه نقل الترجمة من كتاب ابن عبد البر فكان ينبغي له تقليده فيما أشار إلى ترجيحه أو يوجه ترجيح قوله. انتهى. وممن حكى الخلاف أيضًا العسكري لكنه لم يرجح شيئًا وعبارته: وقيل: إن أبا سفيان هو ابن الحارث. وقال قوم: إنه هو أبو سفيان بن حرب. وأما ابن الأثير، فلم ينسب في النهاية أبا سفيان هذا حيث قال ما نصه فيه أي في الحديث: إنه قال لأبي سفيان: "كل الصيد في جوف الفرا" وكأنه لما علم الخلاف ترك ذلك عمدًا، خصوصًا وهو ليس من مقصوده.