على أنه قد نقل عن شيخنا أنه لا حرج على الصوفية وصنيعهم ولابد في هذا من تأويل لما قدمناه وكذا قيل: إنه لم يرد في إدخال طرفها من العمامة إلا ما جاء عن الشعبي، وبالجملة فالأكثر كما قدمنا كونها بين كتفيه وهو الثابت في صحيح مسلم كما تقدم عن عمرو بن حريث. وفيه عن ابن عمر:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتم أسدل عمامته بين كتفيه". أخرجه الترمذي. وله أيضًا حديث مرفوع لفظه:"عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة وأرخوها خلف ظهوركم" ونحوه عن عبادة بن الصامت، أخرجهما الطبراني. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم عليًا يوم غديرخم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه ثم قال:"هكذا فاعتموا فإن العمائم سيما الإسلام وهي حاجز بين المسلمين والمشركين" أخرجه أبو نعيم في المعرفة من حديث عبد الأعلى بن عدي البهراني ولا تصح صحبته، وبلغنا في ذلك عن الولي العراقي أنه سمع الحافظ أبا المعالي ابن عساكر يحكي عن جماعة من أكابر أصحاب التقي ابن تيمية أنه قال: أخرى النبي صلى الله عليه وسلم العذبة بين كتفيه يوم فتح مكة كان صبيحة رؤيته لربه عز وجل ووضعه كفه بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه فأكرم هذا المحل بالعذبة. قال ابن عساكر: ورأيتهم يتكاتمونه ويعدونه فائدة عظيمة وإن ثبت فهو رحله ولا يسمى تجسيمًا، بل هو مؤول بما قال أهل الحق في اليد وبين بعض أهل السنة