ثقات، من رجال الشيخين في صحيحيهما إلا عبد الحميد فلم يخرجا له، وقد وثقه أحمد وأبو زرعة وابن حبان والدارقطني وأبو حاتم في أحد قوليه، وقال ابن معين والعجلي: ليس به بأس، لكن ضعَّفه دحيم، وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، ويروى عنه أنه ليس بالقوي، وكذا قال النسائي. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. انتهى.
فروايهم أرجح من رواية من أسقطه، ويمكن الجمع بينهما بأن الأوزاعي رواه عن الزهري من صحيفته مناولة، وسمعه من قرة عنه سماعًا. والله أعلم.
وقد اختلف في هذا الحديث أيضًا على الوليد ثم على الزهري، فأما الاختلاف على الوليد، فرواه عنه من قدمنا، فقالوا: عن الأزاعي عن قرة عن الزهري. ورواه النسائي "في اليوم والليلة" قال: أخبرني محمود بن خالد يعني أيضًا، ثنا الوليد فقال: عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري ويحتمل أن يكون الوليد سمعه من الأوزاعي بنزول ومن سعيد بعلو، على أن سعيدًا قد رواه عن الزهري مرسلاً كما سيأتي.
وأما الاختلاف على الزهري، فإنا أوردناه عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأشار الدارقطني إلى أنه رواه محمد بن سعيد الوصيف ـ يعني الضعيف ـ عن الزهري، فقال: عن ابن كعب بن مالك عن أبيه.