والمنذري في مختصره والنووي في الخلاصة، مع أن في روايته من يجهل حاله، بل ومن جهل عينه وحاله معًا.
وذكر الأئمة أن معنى الحديث أن يدفع القوم بعضهم بعضًا للتقدم لها.
ووجه الدلالة منه: أنه ذكر فيه: إنه من أشراط الساعة وذلك مشعر بذمة، واعترض بأن من أشراط الساعة نزول عيسى بن مريم عليه السلام، فكيف تكون مذمومة؟
وأجيب بأن الأشراط التي من فعل العباد غالبًا مذمومة، بخلاف ما هو من فعل الله تعالى. على أنه يحتمل أن يكون سبب ذم هذا التدافع عدم وجود من ليست فيهم أهلية الإمامة، أو وجودهم، لكن يؤخرون الصلاة بعد حضورها، أو وجودهم وعدم التأخير، لكن مهملون للمساجد بلا سبب، أو بسبب اشتغالهم بالحروب الدنيوية ونحوها، لأجل التنافس على الدنيا فيبقى حاضروا المسجد في حيرة لعدم الإمام، ولا شك أن في تأخير إيقاع الصلاة بعد الإقامة بلا سبب، سوء أدب مع الله تعالى.
وقد روي عبد الرازق أيضًا وكذا ابن أبي شيبة في مصنفه وتقاربًا: أن حذيفة كان يتخلف عن الإمامة فأقيمت الصلاة ذات يوم فتدافع القوم وهو، وابن مسعود ثم، فتخلف ابن مسعود وتقدم حذيفة، فلما قضى صلاته قال لهم: لتبتغن إمامًا أو لتصلن فرادى. والله الموفق.