بماء الوحي، وغرست فيه شجرة النبوة وسقى بماء الرسالة فهل تفوح منه إلا مسك الهدى وعنبر التقى؟ فقال العلوي لليحيى: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرنا فلفضلك علينا فلك الفضل زائدًا وموزورًا. انتهى.
واعلم أنه قد اختلف في انتساب بني البنات إلى أبي أمهم هل هو عام أو خاص به صلى الله عليه وسلم؟ قال: في الروضة تبعًا لأصلها في الخصائص: وأولاد بناته ينسبون إليه واولاد بنات غيره لا ينسبون إليه في الكفاءة وغيرها. زاد في الروضة كذا قاله صاحب التلخيص وأنكره القفال وقال: لا اختصاص في انتساب أولاد البنات ـ يعني بل يشتركه غيره في ذلك ـ وأيده في الخادم بأنه ظاهر كلام ابن حبان في صحيحه فإنه قال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن ابن البنت لا يكون بولد ثم ذكر حديث: "بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ أقبل الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يقومان [و] يعثران فنزل إليهما فأخذهما وقال: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة".
قلت: وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ابني هذا ـ يعني الحسن بن علي ـ سيد" قال البيهقي: وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم ابنه حين ولد وسمى أخويه بذلك حين ولدا فقال لعلي: "ما سميت ابني" ثم ساق من حديث هانئ بن هانئ عن علي، وفيه: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني سميت بني هؤلاء بتسمية بني هارون" الحديث.