من الأنصار فقال: يا رسول الله! ما لي أرى لونك منكفئًا؟ ـ يعني متغيرًا ـ قال:"الخمص"، فانطلق الأنصاري إلى رحلة، فلم يجد في رحله شيئًا، فخرج يطلب، فإذا هو بيهودي يسقي نخلاً له، فقال الأنصاري لليهودي: أسقي نخلك؟ قال: نعم، قال: كل دلو بتمرة، واشترط الأنصاري أن لا يأخذه خدرة ـ يعني المعفنة ـ ولا تارزة ـ يعني اليابسة ـ ولا حشفة، ولا يأخذ إلا جلدة، فاستقى بنحو من صاعين، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لكن عبد الله ضعيف جدًا. وأخرجه الطبراني في "معجمه الكبير" بسند فيه مجاهيل من من طريق محمد بن إبراهيم بن عنمة الجهني، عن أبيه، عن جده، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي إنه ليسؤني الذي ارى بوجهك وعما هو؟ قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لوجه ارجل ساعة، ثم قال:"الجوع"، فخرج الرجل يعدو، أو شبيهًا بالعدو، حتى أتى بيته، فالتمس عندهم الطعام فلم يجد شيئًا، فخرج إلى بني قريظة فآجر نفسه على كل دلو ينزعها بتمرة حتى جمع حفنة، أو كفأ من تمر، ثم رجع بالتمر حتى وجد النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس لم يرم، فوضعه بين يديه وقال: كل أي رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أين لك هذا التمر؟ " فأخبره الخبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأظنك تحب الله ورسوله؟ " قال: أجل، والذي بعثك بالحق لأنت أحب إلىَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي، فقال: "أما لا فاصطبر للفاقه، وأعد للبلاء