واسطة، ومما ترجم به شيخنا المحب المذكور سوى وصفه له بما تقدم قوله إنه حفظ الكثير من لامختصرات واشتغل بالفقه والعربية والقراءات والحيدث ومهر في الجميع في أسرع مدة. وحبب إليه طلب الحديث فسمع الكثير وتخرج في أسرع مدة ورحل إلى دمشق فسمع من ابن الذهبي وغيره ثم صنف وخرج لنفسه ولغيره، رافقني في سماع الحديث كثيرًا وسمعت بقراءته المنهاج على شيخنا برهان الدين وكتب لي تقريظًا على بعض تخاريجي مع الدين والتواضع والبشاشة ولطف الذات وحسن الخلق والصيانة وكانت وفاته في رمضان سنة ثمان وتسعين وأصيب به أبوه واسف عليه كثيرًا عوضه الله الجنة.
قلت: وذكر النووي رحمه الله في "تهذيب الأسماء واللغات" ما نصه: روينا عن سعدان بن نصر قال: قال سفيان بن عيينة: قرأت القرآن وأنا ابن أربع سنين وكتبت الحديث وأنا ابن سبع سنين. انتهى.
وروى الخطيب أنه سمع القاضي أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن اللبان الأصبهاني يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وذكر حكاية أوردها العراقي في سماع الصغير من شرح الألفية.
وحكى لي الشيخ عز الدين السنباطي أن الشيخ شمس الدين ابن المصري توفي له ولد في سنة سبع وعشرين كان حفظ القرآن وهو ابن ست، ورام الصلاة به على العادة في تلك السنة، فحصل له صرع في ليلة ومات ففجع به أبوه ولم ينفك عن ملازمة قبره حتى سافر لبيت المقدس على مشيخة الباسطية، وكان قد عمل له خطبة افتتحها بقوله: الحمد لله الذي أهلني لحفظ كتابه في السادسة من عمري، وأشار الصغير المشار إليه