نذير من قبلك) وقال غير واحد من العلماء: إن الله تعالى لم يبعث بعد إسماعيل نبيًا في العرب إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء الذي دعا به إبراهيم الخليل، باني الكعبة المكية جعلها الله عز وجل قبلة لأهل الأرض شرعًا، وبشرت به الأنبياء قومهم حتى كان آخر من بشر به عيسى ابن مريم عليه السلام وبهذا المسلك بعينه يرد ما ذكره السهيلي وغيره من إرسال نبي من العرب يقال له: شعيب بن ذي مهذم غير شعيب صاحب مدين، وبعث إلى العرب أيضًا حنظلة بن صفوان فكذبوهما فسلط الله على العرب بخت نصر فنال منهم من التقل والسبي نحو ما نال من بني إسرائيل وذلك في زمن معد بن عدنان، والظاهر أن هؤلاء كانوا قومًا صالحين يدعون إلى الخير وبالله التوفيق. وكان يمكن بسط ذلك في كراسة لكن قد حصل فوق الغرض إن شاء الله.