الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض في الفصل، وإن خالف في ذلك بعض الشافعية، فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده ملتحق برمضان، وصيامه وأفضل من صيام الأشهر الحرم، فأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم، انتهى. على أن سعيد بن جبير وغيره ذهبوا إلى كون ذي الحجة أفضل الاشهر الحرم، بل قيل: إنه أضل الشهور مطلقًا منأجل يوم عرفة، وأيام العشر، فإذا كان كذلك احتمل أن يقال: يجوز أن يراد به أفضل شهر تطوع بصيام جميعه بعد رمضان فلا ينافي حينئذ أن يكون التطوع ببعض أيام كصيام يوم عرفة أو عشر ذي الحجة أو ست شوال أفضل من التطوع ببعض أيامه، اشار إليه ابن رجب أيضًا قال: وقد أجيب عن استشكال كونه صلى الله عليه وسلم كان يخص شهر شعبان بصيام التطوع فيه مع قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم" بأجوبة غير قوية، لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من صيام شعبان كما صرح به الشافعية وغيرهم، قال: والأظهر خلاف ذلك يعني كا تقدم. وأجاب بنحو هذا الحافظ الزين العراقي فإنه قال: حديث شعبان قيد بقوله "لتعظيم رمضان" والمعنى: أن يقصد بصوم شعبان تعظيم رمضان تقدمه بين يديه كما تقدم رواتب الفرائض بين يديها، ليحصل له بالتلبس بالنوافل التضرفع عما يشغله عن الصلاة، ولما يحصل بالنوافل من محبة الله عز وجل للعبد كما ثبت في الصحيح حكاية عن الله عز وجل:"ولا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه"، فيدخل في الفريضة وقد دخل بالنوافل في جملة من أحبه الله