وكان قاضي القضاة شمس الدين ابن الدبري يقول: كما سمعته من الثقة عنه: ابني سعد أفقه مني وذلك من كلهم للوثوق بأبنائهم في عدم الزهو بذلك، والرغبة في الازدياد من الخير، وأعلى من هذا محبة غير واحد من الأكابر تلبس أبنائهم بالوظائف الدينية في حياتهم، والولايات في المعنى إنما هي للآباء لما أمر به المرء من المشاورة التي الأولى فيما الأب إذا كان تام العقل والخبرة بالأحوال والرجال بالتجارب وغيره وحينئذٍ فقد اجتمع رأي الولد والوالد ونشأ عن ذلك المصالح، فقال التقي السبكي في سنة اثنتين وخمسين: خلع علي ابني أحمد تشريف صالحي لكونه مفتي دار العدل، ولما ولي القاضي جلال الدين البلقيني القضاء الأكبر، وكان ذلك في حياة والده سر الأب بذلك كثيرًا وقال: إنه ساع له البذل فيه لكونه تعين عليه، واتفق ولايته قبل ذلك تدريس الشافعي وولاية ابنه بدر الدين قضاء العسكر وولاية ابنه الآخر جلال الدين توقيع الدست في