فقلت: قد أقر ورقة رضي الله عنه بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم بقول:
هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني يها جذعًا، وليتني أكون حيًا حين يخرجك قومك، وي آخر القصة:" ... ثم لم ينشب ورقة أن توي".
قال شيخنا رحمه الله: وهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرا، وفي إثبات الصحبة له نظر. هذا مع أنه قد ذكره في الصحابة الطبري والبغوي، وابن قانع وابن السكن، وآخرون، وشاهدهم ما تقدم، فإنه آمن به بعد النبوة، وأصرح منه ما جاء عن عمرو بن شرحبيل وهو من كبار التابعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها:"إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت على نفسي" فقالت: "معاذ الله ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة ... الحديث". فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبي