ويمكن الاستئناس لهم بظاهر رواية عند الطبراني في معجمة الكبير لفظها:"أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، ليس من عبد يصلي علي إلا بلغني صوته حيث كان" قلنا: وبعد وفاتك؟ قال:"وبعد وفاتي، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" ولكن المعتمد الأول. وقوله بلغني صوته لا تقتضي كونه بلاد واسطة إذا كان بعيدًا، ومما قاله بعضهم:
تراني أراني عند قبرك واقفًا ... يناديك عبد ماله غيركم مولى
وتسمع عن قرب صلاتي كمثلما ... تبلغ عن بعد صلاة الذي صلى
وإذا تقرر هذا، فما نقله السائل عن صاحب "العلم المنشور في فضل الأيام والشهور" أنه قال: أولعت فسقه القصاص بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع من يصلي عليه، فيشبه أن يكون إنكارًا منه لمن يقول بسماعه له بلاد واسطة عن بعد، وإذا كان كذلك فهو إنكار صحيح، وأما مطلقًا بحيث يتناول القريب فلا، والعلم المنشور وإن كان مشهورًا ففي مصنفع وهو الإمام أبو الخطاب ابن دحية مع كونه موصوًا بالمعرفة، وسعة العلم مقال وفي