ونحوه قول ابن كثير: إنه حديث منكر جدًا، وإن كان ممكنًا بالنظر إلى قدرةالله تعالى، لكن الذي ثبت في الصحيح كما تقدم يعارضه انتهى.
قال القرطبي في أوائل التذكرة: ولا تعارض والحمد لله، يعني بينه وبين ما في الصحيح، لأن إحيائهما متأخر عن الاستغفار لهم، بدليل حديث عائشة: إن ذلك كان في حجة الوداع، ولهذه جعله ابن شاهين ناسخًا لما ذكر من الأخبار، وكذا أجاب عن الآية بأنها كانت قبل إيمانهما ثم قال: وقد سمعت أن الله أحيا له عمه أبا طالب، وآمن به. فالله أعلم بما قال. ثم قال وقيل: إن ـ هذا يعني حديث الإحياء ـ موضوع، يرده القرآن والإجماع قال الله تعالى:(ولا الذين يموتون وهم كفار) وقال: (فيمت وهو كافر) فمن كان كافرًا لم ينفعه الإيمان بعد الرجعة بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع فكف بعد الإعادة؟
ونحوه تعقب غيره أيضًا المقالة، بأن القرآن دل على أن من مات كافرًا يخلد في النار، ورده القرطبي بقوله: وفيه نظر، وذلك أن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، وخصائصه، لم تزل تتوالى وتتابع إلى حين مماته، فيكون هذا مما فضله الله تعالى وأكرمه به، وليس إحياءها وإيمانهما به يمتنع شرعًا