تفصيل المقال، وإن كان التفضيل يشهد بلا ارتياب للتزلزل، والاضطراب حصول الغرض بدونه، وكيف لا يكون غير صحيح، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ثبت أنه غشي عليه ثم أفاق فأخبر أنه جاءه ملكان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فقال لهما ملك آخر: ارجعا فإنه ممن كتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم. وقال علي رضي الله عنه كما في صحيح الحاكم وغيره: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه أمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض" ويروى أن رجلاً لين الصوت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فما بقي من القوم إلا من فاضت عينه غير عبد الرحمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لم يكن عبد الرحمن فاضت عينه فقد فاض قلبه" إلى غير ذلك من مناقبه المستفيضة التي بقصر الوقت عن استيفائها، وقد شهد رضي الله عنه بدرًا، والحديبية، وشهد له صلى الله عليه وسلم بالجنة وصلى خلفه، وقال لخالد بن الوليد وقد بلغه عنه شيء في حقه:"يا خالد لم تؤذي رجلاً من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد، أو مثل الجبال ذهبًا لم تدرك عمله" ومعلوم أن الله