للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الحزن لأجل الدنيا وما فات منها فذلك الحزن المبين، فليدفعه العاقل عن نفسه" (١).

معالجة الحزن:

والحزن في هذه الحالات، لابد له من علاجٍ تربوي حازمٍ، لينال المرء الأجر والمثوبة من الله تعالى ومن أقوى طرق علاجه التي ذكرها ابن الجوزي في قوله: "أن يعلم أنه لا يرد فائتًا وإنما يضم إلى المصيبة، مصيبة فتصير اثنتين، والمصيبة ينبغى أن تخفف عن القلب وتُدفَع، فإذا استعمل الحزن والجزع زادت ثقلًا" (٢).

ويؤكد ابن الجوزي في علاجه أهمية إيمان واقتناع الإنسان بأنه لا يستطيع رد الفائت، وأن كل شيء بتقدير العزيز الحكيم، وإنما على الإنسان أن يؤمن بالسنن الإلهية ويصبر ويحتسب الأجر من الله تعالي: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٣).

فإذا تدبر الإنسان ذلك عاش مرتاحًا، أما إذا استسلم للحزن والجزع، فإن ذلك سيقعده عن أداء العبادات والعمل الصالح، ويفوّت على نفسه أجرًا عظيمًا، ويرتكب إثمًا خطيرًا.

٥ - حقيقة انفعال الغم والهم ومعالجته:

انفعال الغم والهم من الأعراض النفسية التي تصيب الإنسان، بسبب ما تمر به من أحداث ومشكلات ومصاعب في حياته اليومية، ولا يجد لها حلولًا مرضية له.

وأورد معنى الغم كما ورد في لسان العرب، "الغم: واحد الغموم. والغم والغمة: الكرب، الأخيرة عن اللحياني، قال العجاج:


(١) المرجع السابق، ص ١١٨.
(٢) المرجع السابق، ص ١١٨.
(٣) سورة البقرة، الآيات ١٥٥ - ١٥٧.

<<  <   >  >>