للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - العلقة

قال الله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} (١) قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} (٢).

والعلقة في علم الأجنة الحديث هي: "المرحلة التي تعلق فيها الكرة الجرثومية بجدار الرحم، وتنتهي بظهور الكتل البدنية، إذ تدلف حينئذ إلى مرحلة المضغة" (٣).

وقد فسر ابن الجوزي معناها بقوله: "والعلقة: دم عبيط. جامد. وقيل: سميت علقة لرطوبتها وتعلقها بما تمر به، فإذا جفت فليست علقة" (٤).

ولتوضيح رأي ابن الجوزي في معنى العلقة وأنها دم عبيط، فقد وافقه المفسرون القدامى على المعنى نفسه، أما الأطباء المحدثون فقد خالفوه، لأن العلقة ليست دمًا جامدًا، بل هي "المرحلة التي تعلق فيها النطفة الأمشاج (التوتة) بجدار الرحم وتنشب فيه" (٥).

أما قوله: "وسميت علقة لرطوبتها وتعلقها بما تمر به .. "فقد اتفق معه جميع العلماء والأطباء على أن: "لفظ العلقة يطلق أساسًا على كل ما ينشب ويعلق .. وكذلك تفعل العلقة إذ تنشب وتعلق في جدار الرحم وتنغرز فيه. ." (٦).

وكذلك قال د. دياب ود. قرقوز: "وتعلق الكتلة الخلوية علوقًا وليس التصاقًا، بواسطة تلك الاستطالات التي غرستها في مخاطية الرحم" (٧).


(١) سورة المؤمنون، الآية ١٤.
(٢) سورة غافر، الآية ٦٧.
(٣) مرجع سابق، البار. الوجيز فى علم الأجنة القرآني. ص ٢٩.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. الجزء الخامس، ص ٤٠٦.
(٥) مرجع سابق، البار. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص ١٠٦.
(٦) المرجع السابق، ص ١٠٧.
(٧) مرجع سابق، د. دياب، عبد الحميد وقرقوز، د. أحمد. مع الطب في القرآن الكريم. ص ٨١.

<<  <   >  >>