للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - مرحلة الخلق الآخر ويتضمن التصوير، والتسوية، ونفخ الروح.

وهذه المراحل مستمدة من قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (١).

وقد فسر ابن الجوزي هذه الآيات الخاصة بمراحل نمو الإنسان بقوله: معنى "قوله تعالى: ثم جعلناه: يعني: ابن آدم.

نطفة في قرار: وهو الرحم.

مكين: أي: حريز، قد هُيئ لاستقراره فيه" (٢).

ثم جاء تفسيره لمراحل التخليق على الوجه الآتي:

١ - النطفة

قال ابن الجوزي في تفسيرها: "فأما النطفة فهي المني" (٣). وقد وردت في القرآن الكريم بأسماء عدة منها: الماء المهين، والماء الدافق، والمني.

وقد وضح معناها د. محمد علي البار بقوله: "ويطلق لفظ المني على الإفرازات التناسلية للرجل، والتي تفرزها الخصية والبروستات والحويصلة المنوية .. والمني مكون من شقين:

الأول: هو الحيوانات المنوية التي تتكون في القنوات المنوية في الخصية، وهي ذاتها المسماة بالنطفة.

والثاني: هو السائل المنوي الذي يحمل هذه الحيوانات ويغذيها والتي تسبح فيه حتى تصل إلى الرحم" (٤).


(١) سورة المؤمنون، الآيات ١٢ - ١٤.
(٢) ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. دمشق، بيروت، المكتب الإِسلامي، للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، ١٣٨٤ هـ -١٩٦٤ م، الجزء الخامس، ص ٤٦٢.
(٣) المرجع السابق، الجزء الخامس، ص ٤٠٦.
(٤) مرجع سابق، البار. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص ٤٨.

<<  <   >  >>