للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقول الثاني: أنه بعد خروجه من بطن أمه" (١).

ففي معنى "خلقًا آخر" أي خلقًا متميزًا عن الخلائق من الصورة الظاهرة والبناء الروحي والعقلي، نجد قيمة تربوية من حيث إنه رد على نظرية التطور.

ويتضح لنا من تفسير ابن الجوزي أنه قسم هذه المرحلة مرحلتين:

١ - أثناء وجوده في بطن أمه، ولها جانبان:

أ - الجانب الأول: نفخ الروح.

ب - الجانب الثاني: جعله ذكرًا أو أنثى.

وهذا الجانب -وهو مرحلة الخلق الآخر الذي يتضمن التصوير والتسوية ونفخ الروح- هو الذي يبرز الصورة المتميزة لخلق الإنسان والقدرات المميزة له عن باقي المخلوقات، تلك الصورة التي خلقه الله عليها ليكون عبدًا مستخلفًا لله -عز وجل-، يقوم بواجب العبودية له كما أمره، وهذا الجانب لم يتعرض له ابن الجوزي، رغم أهميته التربوية، عند إعداد الإنسان لمهمة الاستخلاف.

٢ - بعد خروجه من بطن أمه. سنناقش هذه المرحلة في الفصول القادمة.

وقد أكد الباحث توفيق محمد عز الدين هذين الجانبين "أثناء وجوده في بطن أمه" فقال: "والتغيرات الجديدة التي تحصل في هذه المرحلة، لها جانبان:

الجانب الأول: يراقبه العلم التجريبي بوسائله، وهو التميز الذي يظهر به الجنين، وقد اكتسب صفاته الإنسانية، وظهرت ذكورته أو أنوثته، وبدأ يتحرك.

الجانب الثاني: جاء به الوحي، وهو نفخ الروح فيه" (٢).


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. الجزء الخامس، ص ٤٦٢ - ٤٦٣.
(٢) مرجع سابق , عز الدين. دليل الأنفس بين القرآن الكريم والعلم الحديث. ص ١٥٣.

<<  <   >  >>