للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأُخرى كلها تبين أن ذلك يكون بعد الأربعين الأُولى، أي في حوالى منتصف الشهر الثاني تقريبًا، وهذا ما يسميه علماء الحديث (مختلف الحديث).

ويقرر علماء الحديث في مثل هذه الحالة أنه لابد من محاولة التوفيق بين الأحاديث المختلفة أولًا ثم الترجيح، فإن لم يمكن ذلك لجأنا إلى الترجيح بين هذه الأحاديث، فيؤخذ الراجح ويترك المرجوح" (١).

وبعد مناقشة ما ورد من أقوال العلماء في ذلك ثم ربطها بالطب الحديث، نجد حقائق تؤكد الآتي:

١ - "أن مرحلة النطفة والعلقة والمضغة والعظام والعضلات كلها تكون في الأربعين الأولى، أو بعدها بأيام قليلة.

٢ - كما أنه لا شك علميًا بأن الجنين يتحرك حركات إرادية في الشهر الثالث، بل في نهاية الشهر الثاني.

ولعل ما سبق يرجح القول بأن نفخ الروح يتم بعد بدء مرحلة اللحم (العضلات) وهو رأي كثير من المفسرين، لا بعد مرحلة المضغة وقبل مرحلة العظام واللحم، كما يذكر آخرون، لأن مرحلة المضغة هي الأسبوع الرابع، وهذه الفترة لا روح في الجنين فيها باتفاق، أما مرحلة العضلات فهي في الأربعينات وهذا يوافق روايات حذيفة وجابر وإحدى روايتي ابن مسعود" (٢).

أما تحديد يوم نفخ الروح بشكل دقيق فلم يثبت، أما من حيث الأحاديث النبوية، فقد وفق د. شرف القضاة بين الأحاديث ووصل إلى أن "الروح تنفخ في الجنين بعد الليلة الثانية والأربعين من استقرار النطفة في الرحم، لا من لحظة التلقيح للبويضة، أي من بداية مرحلة العلقة لا من بداية مرحلة النطفة، لأن النطفة لا تستقر إلا في اليوم السابع تقريبًا عندما تتعلق بجدار الرحم، وعلى هذا فيكون نفخ الروح بعد الليلة


(١) القضاة، د. شرف. متى تنفخ الروح في الجنين. الأردن، دار الفرقان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م، ص ٣٥.
(٢) المرجع السابق، ص ٦١ - ٦٢.

<<  <   >  >>