للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بطريقةٍ صحيحةٍ لابد من وجود عدد من المؤسسات أو الوسائط التي تقوم بهذا الدور الهام في حياة الطفل. ومن خلال آراء ابن الجوزي التربوية -لاحظت الباحثة- أن ابن الجوزي ركز على الدور التربوي للأسرة والصحبة، وأهمل دور المؤسسات التربوية الأُخرى كالمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام .. وغيرها، في هذه المرحلة وفي المراحل الأُخرى.

لذلك ستذكر الباحثة آراء ابن الجوزي التربوية في البيئة الأسرية التي قصرها على الوالدين والصحبة، وأغفل تأثير الإخوة والأقارب في غرس القيم والآداب في نفس الطفل.

١ - الأسرة:

أدرك ابن الجوزي الدور التربوي والتوجيهى للآباء، وأثره في تشكيل شخصية الطفل، والحفاظ على فطرته السليمة من المؤثرات الخارجية فيه. فقال: "إن هذا الموسم يتعلق معظمه بالوالدين فهما يربيان ولدهما ويعلمانه ويحملانه على مصالحه، فلا ينبغى أن يفترا عن تأديبه وتعليمه، فإن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر" (١).

وقد استمد ابن الجوزي قوله من حديث رسولنا - صلى الله عليه وسلم -وإن لم يستشهد به- حيث قال: "أَلا كلُكم راع، وكُلكم مسؤول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناسِ راع، وهو مسؤول عن رعيتهِ. والرجلُ راع على أهلِ بيته وهو مسؤول عنهم. والمرأةُ راعية على بيتِ بعلِها وولدِه، وهي مسؤولة عنهم. والعبدُ راع على مالِ سيدهِ، وهو مسؤول عنه. ألا فكلكم راعِ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيتِه" (٢).

وقد اعتبر ابن الجوزي اهتمام الوالد بتربية ولده أمانة يُسأل عنها يوم القيامة، فقال: "وليعلم الوالد أن الولد أمانة في عنقه" (٣). وقد


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٥٨.
(٢) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الثالث، ص ١٤٥٩، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم، حديث رقم ١٨٢٩.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٤.

<<  <   >  >>