للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصدقَ يهدي إلى البرِ، وإن البِر بهدي إلى الجنة، وإن الرجلَ ليصدقُ حتى يكون صديقًا. وإن الكذبَ يهدي إلى الفجورِ، وإن الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإن الرجلَ ليكذبُ حتى يكتبَ عند الله كذابًا" (١).

كما أوصى ابن الجوزي أن يحث الأطفال على بر الوالدين، لما لهما من الفضل عليهم. ولحديث رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه رجل وسأله: من أحقُ بحسنِ صحابتي؟ قال: أمُك. قال: ثم من؟ قال: أمُك. قال: ثم من؟ قال أمُك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك" (٢).

وفي هذا يقول ابن الجوزي: "وليُحذر الصبي من الكذب غاية التحذير، ومن المخالطة للصبيان المعوجين. وليوصه بزيادة البر للوالدَين" (٣).

كذلك أوصى ابن الجوزي أن يؤدَّب الطفل بالآداب الاجتماعية، التي تهذب سلوكه فقال: "يؤدب بالنهي عن استدبار الناس، والامتخاط بينهم والتثاؤب" (٤).

إلى غير ذلك من الآداب الاجتماعية والمعايير السلوكية، التي تُغرس في نفس الطفل فتكون كما قال ابن الجوزي: "فإذا ترعرع كان الأدب شعاره من غير تعلم والحياء لباسه من غير ترهيب" (٥).

ب- وسائط التربية عند ابن الجوزي:

حتى يجد الطفل البيئة التربوية والاجتماعية الصالحة، التي تغرس فيه القيم والسلوكيات الفاضلة، وتقيه من السلوكيات السيئة، وتوجهه


(١) مرجع سابق، العسقلاني. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. الجزء العاشر، ص ٥٠٧، كتاب الأدب باب قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، حديث رقم ٦٠٩٤.
(٢) المرجع السابق، الجزء العاشر، ص ٤٠١، كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، حديث رقم ٥٩٧١.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٤٤.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٤.
(٥) المرجع السابق، ص ١٣٨.

<<  <   >  >>