للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحدة الطبع، باللطف والرفق والمعاملة الطيبة، لأن ذلك أجدى في تقويم سلوكهم ووقايتهم من اللجوء إلى العناد والإصرار على الخطأ فقال: "وإذا رآه عَرِمًا (١) في صغره فليتلطف به" (٢). وهذا المبدأ التربوي اشتقه ابن الجوزي من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد رواه ابن عباس -واستشهد به ابن الجوزي: "عَرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره" (٣).

مما سبق نجد أن ابن الجوزي، ذكر وسائل وأساليب تربوية عدة لتهذيب سلوك الطفل، وتقويم اعوجاجه بصفة عامةٍ، دون تحديد لما يناسب كل مرحلة من مراحل النمو الإنساني، لأنه كما ذكر د. مقداد يالجن: "تختلف أساليب التربية والتعليم ووسائله بحسب مراحل النمو، فمثلًا الأساليب المناسبة لمرحلة الطفولة، والوسائل المستعملة لعملية التعليم، غير الأساليب والوسائل التي ينبغي أن تستعمل في مرحلة المراهقة، إذ إنها ينبغي أن تكون حسية بقدر الإمكان في المرحلة الأولى، وأن تكون عقلية إدراكيةً في المرحلة الثانية، وقد يقتضي الأمر الجمع بين الوسيلتين في بعض الموضوعات التعليمية" (٤).

لذلك لابد من تحديد الوسيلة المناسبة للمرحلة العمرية، التي تتناسب مع خصائص نموها.

وربما لم يحدد ابن الجوزي الأسلوب التربوي المناسب لكل مرحلة، لأنه لم يكتب في جوانب التربية كتاباتٍ متخصصة كما يكتب المتخصصون في هذا العصر.


(١) معنى عرمًا: "والعرام: الشدة والقوة والشراسة. وعَرَمَنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعرم يعرِم ويعرُم عَرامة وعرامًا: أشر. وقيل: مرِح وبطِر، وقيل: فسد". ابن منظور. لسان العرب. المجلد الثاني عشر، ص ٣٩٥.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٤.
(٣) مرجع سابق، الهندي، علي، المتقي. منتخب كنز العمال فى سنن الأقوال والأفعال هامش مسند الإمام أحمد بن حنبل. (وضع فهارسه) محمد، ناصر الدين، الألباني، الجزء الأول، ص ٢٣٩. تخريج هذا الحديث في الباب الخامس، الفصل الأول من البحث وهو حديث ضعيف.
(٤) مرجع سابق، يالجن. بناء البيت السعيد فى ضوء الإسلام. ص ١٣٩ - ١٤٠.

<<  <   >  >>