للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم من يحتاج إلى محرض وهم الأكثر، ومنهم من تنبهه بأيسر تنبيه، ومنهم من يتعب معه الرائض وجبلته لا تقبل الرياضة" (١).

كذلك بين ابن الجوزي أن هناك تفاوتًا واضحًا في أنواع النشاط العقلي للأطفال والقدرات الطائفية التي تظهر بينهم أثناء التعلم. فمن الأطفال من لديه القدرة العددية في إجراء العمليات الحسابية، ومنهم من لديه القدرة على الخط والكتابة ولكنه لا يحسن الحساب، ومنهم من لديه القدرة على الحفظ الجيد ولكن ليس لديه القدرة على الكتابة. ومنهم من لا يجيد شيئًا. وفيهم قال ابن الجوزي: "فمن الصبيان بليد الذهن يطول مكثه في المكتب ويخرج وما فهم شيئًا" (٢) وهذا الصنف من الأطفال شبهه ابن الجوزي بالذي: "لا يعلم وجوده، ولا نال المراد من كونه" (٣) وقوله أيضًا: "ومن الصبيان من علق بشيء من الخط، لكنه ضعيف الاستخراج، رديء الكتابة، فخرج ولم يعلق إلا بقدر ما يعلق به حساب معاملته" (٤) وقوله: "ومنهم من جود الخط ولم يتعلم الحساب، وأتقن الآداب حفظًا" (٥).

٢ - الفروق الفردية بين الأطفال في السلوك:

إن السلوك القويم عند الطفل يتأثر بدرجة ذكائه وفهمه وإدراكه للأمور، وهذا ما يؤكده ابن الجوزي بقوله: "ومتى اعتدل المزاج وتكامل العقل، أوجب ذلك يقظة الصبي من حال صغره، فتراه يطلب معالي الأمور" (٦).

كذلك يرى ابن الجوزي أن كمال عقل الطفل يحثه على اكتساب فضائل الآداب، ومعالي الأمور، فقال: "وتُخلق له همة عالية، وشرف


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. ص ١٧.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٣٠٥.
(٣) المرجع السابق، ص ٣٠٥.
(٤) المرجع السابق، ص ٣٠٦.
(٥) المرجع السابق، ص ٣٠٦.
(٦) مرجع سابق، ابن الجوزي. الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. ص ١٦.

<<  <   >  >>