للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو أن يكون فهمًا تامًّا سريعَ القبولِ، وذكيت النارَ أي أتممتُ إشعالها. وعن أبي بكر بن الأنباري قال قولهم: "فلانٌ ذكيٌ معناه كاملُ الفطنة تامُها من قولِ العرب: قد ذكتِ النارُ تذكو إذا تمَ وقودُها، ويقال: أذكيتُها إذا أتممتُ وقودَها، ويقال: مسكٌ ذكيٌ إذا كان تامَّ الطيب، كاملَ نفاذِ الريحِ" (١). إذا الذكاءُ فطنةٌ وهو أعلى درجة من الفطنة.

٣ - الفهم:

لقد عرَّف ابن الجوزي الفهم: بأنه "جودة تتهيأ لهذه القوة" (٢). وقد عرّفها الإمام الجرجاني بقوله: تصوّر المعنى من لفظ المخاطب" (٣).

٤ - الذهن:

وقد عرَّف ابن الجوزي الذهن بأنه: "قوة النفس المهيأة المستعدة لاكتساب الآراء" (٤). ووافقه في رأيه الإمام الجرجاني الذي عرف الذهن بقوله: "قوة للنفس تشمل الحواسّ الظاهرة والباطنة معدة لاكتساب العلوم، وهو الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر" (٥).

لقد اكتفت الباحثة برأي ابن الجوزي في درجات العقل المرتفعة، لأنها وجدت أقوال العلماء الغربيين تدعم وتؤكد ما يقوله، وهذا مجاله في باب المقارنة، لذلك لم أذكره هنا. كذلك عرَّف ابن الجوزي درجات العقل المنخفضة على الوجه الآتي:

١ - الحمق:

وقد عرَّفه ابن الجوزي بقوله: "الحمق فساد في العقل أو في الذهن" (٦). والمعنى اللغوي هو: "الحمقُ: ضد العقل. الجوهري: الحُمْقُ والحَمقُ قلةُ العقلِ. والأحمقُ مأخوذٌ من انحماقِ السوقِ إذا


(١) المرجع السابق، ص ٦.
(٢) المرجع السابق، ص ٦.
(٣) مرجع سابق، الجرجاني. كتاب التعريفات. ص ٢١٧.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. الأذكياء. ص ٦.
(٥) مرجع سابق، الجرجاني. كتاب التعريفات. ص ١٤٣.
(٦) مرجع سابق، ابن الجوزي. أخبار الحمقى والمغفلين. ص ٢٥.

<<  <   >  >>