للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د - المقومات الأساسية للعالم والمتعلم في نظر ابن الجوزي:

حتى يتم العلم في جوٍ من الإيمان والأخلاق، وليأتي بثماره المرجوة لكلٍ من العالم والمتعلم حدّد ابن الجوزي مقوماتٍ متعددة لكل واحدٍ منهما, وهي:

أولًا: المقومات الأساسية للعالم في نظر ابن الجوزي.

لقد ورد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد منزلة العلماء الرفيعة في الإسلام، لذلك على العالم أن يتحلى بالكثير من الصفات والآداب والأخلاقيات التي تتناسب مع شرف العلم الذي يبلغه، والمنزلة التي ينالها. وهذه أهم المقومات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها:

١ - المقومات الروحية

إن المنهج التربوي الإسلامي يحدد وجهة الإنسان المؤمن في كل حياته، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (١). والعالم لابد أن يخلص في علمه ونشر تعليمه لوجه الله تعالى، حتى ينال الأجر والثواب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعلمَ علمًا مما يبتغى به وجهُ الله، لا يتعلمهُ إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرفَ الجنةِ يومَ القيامةِ" (٢). وفي هذا المعنى يقول ابن الجوزي "هو [العالم] الذي يراعي حدود الله، وهي ما فرض عليه وأُلزم به، والذي يحسن القصد، ويكون عمله وقوله خالصًا لله تعالى، ولا يريد به الخلق ولا تعظيمهم له" (٣).

٢ - المقومات الشخصية:

أ - اهتمام العالم بمظهره الخارجي:

لقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المثل والقدوة في الاهتمام بالمظهر


(١) سورة الأنعام، الآيتان ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) مرجع سابق، الأزدي. سنن أبي داود. الجزء الثالث، ص ٣٢٣، كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله تعالى، حديث رقم ٣٦٦٤.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٤٢٠.

<<  <   >  >>