للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المناسب الذي يجمل بالفرد، ويحببه إلى الناس. وقد نصح ابن الجوزي العالم أن يهتم بمظهره ونظافته وزينته مقتديًا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك فقال: "ويطلب غاية النظافة ونهاية الزينة. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف مجيئه بريح الطيب فكان الغاية في النظافة والنزاهة" (١).

ب - أن يكون العالم قدوةً:

ينبغي للعالم أن يترفع عن الأعراض الدنيوية، ويجعل همه في تعلم العلم وتعليمه، وأن يجعل قدوته الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال ابن الجوزي في ذلك: "من آداب العالم: أن يترك فضول الدنيا ليتبعه الناس، فإن الاستدلال بالفعل أقوى من الاستدلال بالقول، فإن الطبيب إذا أمر بالحمية ثم خلّط لم يُلتفت إلى قوله" (٢). وقوله: "ومن تأمل خصائص الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى كاملًا في العلم والعمل، فبه يكون الاقتداء وهو الحجة على الخلق" (٣).

جـ - موقف العالم من جمع المال:

بيَّن ابن الجوزي موقف العالم من جمع المال فقال: "ليس في الدنيا أنفع للعلماء من جمع المال للاستغناء عن الناس، فإنه إذا ضُمّ إلى العلم حِيز الكمال. وإن جمهور العلماء شغلهم العلم عن الكسب، فاحتاجوا إلى ما لابد منه. وقل الصبر فدخلوا مداخل شانتهم وإن تأولوا فيها، إلا أن غيرها كان أحسن لهم" (٤) ثم بيَّن لهم الطريق إلى ذلك فقال: "ينبغي له أن يجتهد في التجارة والكسب ليفضل على غيره ولا يفضل غيره عليه. وليبلغ من ذلك غاية لا تمنعه عن العلم، ثم ينبغي له أن يطلب الغاية في العلم" (٥).

وقد بيَّن ابن الجوزي أمثلة من العلماء الذين ركنوا للدنيا فقال فيهم: "فالزهري مع عبد الملك، وأبو عبيدة مع طاهر بن الحسين، وابن


(١) المرجع السابق، ص ١٥٩.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. التبصرة. الجزء الثاني، ص ٢٠٤.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٩٠.
(٤) المرجع السابق، ص ١٦١.
(٥) المرجع السابق، ص ١٦٠.

<<  <   >  >>