للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيم أبلاهُ" (١).

٣ - المقومات العلمية:

أن يكون العالم عاملًا بعلمه لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٢). قال في ذلك ابن الجوزي: "إن تصفح العلم كل يومِ يزيد في علم العالم، ويكشف له ما كان خفي عنه، ويقوي إيمانه ومعرفته ويريه عيب كثير من مسالكه، خصوصًا إذا تصفح منهاج الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة" (٣)، وللعلم أثر عظيم في إصلاح النفس البشرية وتزكيتها والسمو بها، وقد قال في ذلك ابن الجوزي: "فعليك بالعلم. وانظر في سير السلف. . وإنما تشاغلوا بالقرآن والعلم فدلهم على إصلاح البواطن وتصفيتها" (٤).

٤ - المقومات التعليمية:

على العالم أن لا يتردد في بذل العلم وتعليمه لمن شاء، حتى ينال الأجر والمثوبة من الله تعالى، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -. "من دعا إلى هدى، كان له من الأجرِ مثلُ أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا. ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه، لا ينقُص ذلك من آثامِهم شيئًا" (٥).

وقد بيَّن ابن الجوزي أهمية ذلك بقوله: "وأما تعليم الطالبين وهداية المريدين، فإنه عبادة العالم، وإن من الخطأ الذي وقع فيه بعض العلماء إيثاره التنفل بالصلاة والصوم، عن تصنيف كتاب، أو تعليم علم


(١) مرجع سابق، الترمذي. الجامع الصحيح. وهو سنن الترمذي. الجزء الرابع، ص ٦١٢، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب في القيامة، حديث رقم ٢٤١٧.
(٢) سورة الصف الآيتان ٢ - ٣.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٩٧.
(٤) المرجع السابق، ص ٣٤٤.
(٥) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الرابع، ص ٢٠٦٠، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى الهدى أو ضلالة، حديث رقم ١٦ - (٢٦٧٤).

<<  <   >  >>