للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات. فليكثر من المطالعة، فإنه يرى من علوم القوم، وعلوّ هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرّك عزيمته للجِدّ، وما يخلو كتاب من فائدة" (١). ثم ينصح ابن الجوزي طلاب العلم قائلًا: "وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم. ." (٢) ثم ضرب بنفسه مثلًا في سعة الاطلاع، فقال: "ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعدُ في الطلب" (٣)، وكان حصيلة هذا الاطلاع الواسع من ابن الجوزي، ما عبر عنه بقوله: "فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع. فصرت أستزري ما الناس فيه، واحتقر همم الطلاب" (٤). .

ب- الإلمام من كل علم بطرف:

يرى ابن الجوزي أن يأخذ طالب العلم من كل علم بطرف، فقال في ذلك: "الشاب المبتدئ في طلب العلم، ينبغي له أن يأخذ من كل علم طرفًا، ويجعل علم الفقه الأهم، ولا يقصر في معرفة النقل، فبه تبين سير الكاملين. وإذا رزق فصاحة من حيث الوضع، ثم أضيف إليها معرفة اللغة والنحو فقد شُحذت شفرة لسانه على أجود مسنِّ" (٥).

وبعد، فقد ركّز ابن الجوزي في آداب المتعلم على المقومات الروحية والشخصية والتعليمية، وأهمل المقومات الأخلاقية والاجتماعية. ويمكن أن نستخلص أهم الآراء التربوية التي تفيد طالب العلم وهي:

١ - وجوب قصد طالب العلم وجه الله -عَزَّ وَجَلَّ- من طلبه العلم.

٢ - وجوب تنظيم الوقت للمتعلم وحسن استغلاله.


(١) المرجع السابق، ص ٤٤٠.
(٢) المرجع السابق، ص ٤٤٠.
(٣) المرجع السابق، ص ٤٤١.
(٤) المرجع السابق، ص ٤٤١.
(٥) المرجع السابق، ص ١٧٦.

<<  <   >  >>