للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى لا ينساها، قال ابن الجوزي: "ومن لم يجد نشاطًا للحفظ فليتركه، فإن مكابرة النفس لا تصلح" (١).

٤ - إعطاء المتعلم مدة زمنيه للراحة بمعدل يوم أو يومين في الأسبوع، يساعد على تثبيت المعلومات في ذهن المتعلم، بالإضافة إلى أن "مثل هذه الراحة تعيد للأعصاب وللذاكرة النشاط، وتبعده عن الإرهاق والملل" (٢). وقد قال ابن الجوزي في هذا المعنى: "وترفيه النفس من الإعادة يومًا في الأسبوع ليثبت المحفوظ، وتأخذ النفس قوةً كالبنيان يترك أيامًا حتى يستقر، ثم يبنى عليه" (٣).

وهذه الآراء المتعلقة بالتعلم واتباع الطرق الصحيحة للحفظ الجيد، تدل على علم وفهم ابن الجوزي لهذا العلم، رغم أنه -كما سبق أن ذكرنا- لم يكن لدى العلماء المسلمين القدماء، هذا التحديد الدقيق لمسمى العلوم التربوية والنفسية. وهذا يؤكد سبقه لعلماء النفس في معرفة هذه الآراء.

ويمكن استخراج أهم الآراء التربوية التي ذكرها ابن الجوزي في هذا المجال وهي:

١ - مراعاة الفروق الفردية في القدرات العقلية فطريةً كانت أو مكتسبةً.

٢ - وجوب الاهتمام بالمقومات الأساسية عند إعداد المعلم له الأثر الفعال في إعداد الرجال.

٣ - توجيه المتعلم إلى طرق التعلم الجيد يساعد على المتقدم في التحصيل.

٤ - وجوب إرشاد الطلاب إلى أساليب مقاومة النسيان في التعليم.


(١) المرجع السابق، ص ١٧٨.
(٢) مرجع سابق، يالجن. توجيه المتعلم في ضوء التفكير التربوي الإسلامي. ص ٧٥.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٧٨.

<<  <   >  >>