للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتزن الشخصية" (١). أما الأسباب الأُخرى فأعتقد أنها غير مقبولة منطقيًا، وهي من تأثير الخرافات (٢).

جـ - الطرق المتبعة في مقاومة النسيان:

يعتبر النسيان من العوائق التي تعترض التحصيل، وتحول دون ثبات المعلومات في ذهن المتعلم وهناك العديد من المبادئ التي ذكرها ابن الجوزي لمقاومة النسيان وهي: استمرارية ودوام المذاكرة، حتى لا ينسى المتعلم العلم. قال ابن الجوزي: "إن المتعلم يفتقر إلى دوام الدراسة" (٣) وقال: "فكم ممن ترك الاستذكار بعد الحفظ فضاع زمن طويل في استرجاع محفوظٍ قد نُسي" (٤). وهذه الاستمرارية، لابد أن يتوافر فيها الآتي:

١ - تنظيم أوقات الإعادة بطريقة لا ترهق المتعلم ولا تضرّه. قال ابن الجوزي: "ومن الغلط الانهماك في الإعادة ليلًا ونهارًا، فإنه لا يلبث صاحب هذه الحال إلا أيامًا ثم يفتر أو يمرض" (٥).

٢ - تحديد القدر الذي يحفظه، حتى لا يثقل على القلب، فلا يستوعب ما يحفظه. قال ابن الجوزي: "ومن الغلط تحميل القلب حفظ الكثير أو الحفظ من فنون شتى، فإن القلب جارحة من الجوارح، وكما أن من الناس من يحمل المائة رطل، ومنهم من يعجز عن عشرين رطلًا، فكذلك القلوب. فليأخذ الإنسان على قدر قوته ودونها، فإنه إذا استنفدها في وقت ضاعت منه أوقات" (٦).

٣ - مراعاة الحفظ في أوقات النشاط، حتى يستوعب العقل المعلومات ويتقبلها بسهولة، وترك الحفظ أثناء التعب الجسمي والنفسي


(١) مرجع سابق، يالجن. توجيه المتعلم في ضوء التفكير التربوي الإسلامي. ص ٩٢.
(٢) سأبين مدى صحة هذه المعلومات في باب التقويم.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٧٧.
(٤) المرجع السابق، ص ١٧٧.
(٥) المرجع السابق، ص ١٧٧.
(٦) المرجع السابق، ص ١٧٧.

<<  <   >  >>