للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو رطبته، فلم يبق إلا أن الفاعل المختار استعملها بالمشيئة في يبس هذه للادخار، والنضج في هذه للتناول، والعجب أن الذي أوصل إليها اليبس في أكِنّة لا يلقى جرمها، والذي رطبها يلقى جرمها، ثم أنها تبيض ورد الخشخاش، وتحمّر الشقائق، وتحمّض الرمان، وتحلي العنب، والماء واحد" (١)، وقد أشار المولى إلى هذا بقوله {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} (٢). وغير ذلك من الأقوال الملحدة التي رد عليها ابن الجوزي، وسيطول بنا هذا المبحث لو فصَّلنا في جميع الأقوال.

والهدف من التبصير بأساليب الإلحاد والملحدين. أن نربي الأجيال الحاضرة على الإيمان العميق بالله تعالى وبأحكامه، ونحصّنه من التيارات الملحدة التي تحاول إخراجه من إسلامه، فيقف في وجهها بكل عقيدته وإيمانه وثقته بالله تعالى، فلا تؤثر فيه ولا تزعزع إيمانه باللهِ تعالى، بل تزيده قوة ورسوخًا وتمسّكًا بدينه.

يمكن تلخيص أهمّ آراء ابن الجوزي في التربية الاعتقادية، في الآتي:

١ - ضرورة التربية الاعتقادية الصحيحة، حتى تؤتى ثمارها في الخُلق والسلوك والعبادة.

٢ - الابتعاد عن التلقينات الصورية التقليدية الجامدة في مجال التربية الاعتقادية.

٣ - استخدام الأساليب القرآنية الكريمة في التربية الاعتقادية.

٤ - التركيز على الجوانب الإيجابية المؤثرة والدافعة إلى السلوكيات الصالحة.

٥ - تنمية عاطفتي الحب والخوف من الله تعالى دائمًا.

٦ - تكوين القناعة التامة بالعقيدة الإِسلامية بالأدلة والحجج العقلية والعلمية.

٧ - تكوين حصانة اعتقادية ضد العقائد الباطلة.


(١) المرجع السابق، ص ٤٣.
(٢) سورة الرعد، الآية ٤.

<<  <   >  >>