للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٠ - في التربية الأخلاقية (١)، وثّق ابن الجوزي رأيه بقوله: "وقد سئلت عائشةُ -رضي الله عنها- عن خُلُق رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان خُلُقهُ القرآن. وهو في صحيح مسلم (٢). وقد أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد (٣).

التعليق على الأحاديث الصحيحة التي استشهد بها ابن الجوزي في آرائه التربوبة:

من خلال عرضنا للأحاديث السابقة التي استشهد بها ابن الجوزي، نلاحظ أنه اعتمد على الصحيحين (البخاري ومسلم) أو أحدهما، وقد أجمع جمهور العلماء على صحتهما، ولا تحتاج إلى نظر أو بحث، وذلك لأن الإمامين قد التزما "بإخراج الأحاديث الصحيحة بأسانيد نظيفة (سليمة) لا تحوي رجالًا ضعفاء أو متروكين، كما أنها خالية من العلل القادحة الخفية التي تقدح في صحة الحديث. فوجود الحديث في أحد الصحيحين يكفي للحكم على صحة الحديث، ولا حاجة إلى البحث في إسناده، لأن الغاية من البحث في الإسناد إنما هي الوصول إلى معرفة صحة الحديث أو عدم صحته" (٤).

وعلى ذلك فإننا نرى -في حدود بحثنا- أن ابن الجوزي قد


= ص ٤٠٤، كتاب الأدب، باب إجابة دعاءَ من برَّ والديه، حديث رقم ٥٩٧٤.
ب - مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الرابع، ص ٢٠٩٩، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الأعمال، حديث رقم ١٠٠ - (٢٧٤٣).
(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. الجزء الثامن، ص ٣٢٨ - ٣٢٩.
(٢) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الأول، ص ٥١٣، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، حديث رقم ١٣٩ - (٧٤٦).
ففي حديث طويل أخرجه مسلم: قال حكيم بن أفلح: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خُلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن. . . ." إلى آخر هذا الحديث.
(٣) مرجع سابق، ابن حنبل، أحمد. المسند. الجزء السادس، ص ١٦٣.
(٤) الطحان، د. محمود. أصول التخريج ودراسة الأسانيد. الرياض، مكتبة الرشد، الطبعة الخامسة، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، ص ٢٠٨.

<<  <   >  >>