للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضعيف فيها إلى مجموع الأحاديث أقل من ١٢ %. وهي نسبة ضئيلة محتملة. خصوصًا إذا لاحظنا أن أكثر ضعف الضعيف منها ضعف محتمل غير بالغ الدرجة القصوى من الضعف، إلا في القليل النادر الذي لا يكاد يذكر" (١).

وهناك الكثير من الآراء التي قيلت في مسند الإمام أحمد، ولا داعي لذكرها، حتى لا أخرج عن موضوع البحث، ويكفيني البحث عن درجة صحة الأحاديث التي وردت في كتب ابن الجوزي التي أدرسها.

١ - بيَّن ابن الجوزي أن من كمال العقل وبعد النظر أن يعرف الإنسان كيف ينفق ماله (٢) بطريقةٍ تسدّ ضرورات يومه وتوافق ظروف مستقبله، وقد وثّق كلامه بقوله: "وعن أبي الدرداء مرفوعًا: من فقهِ الرجلِ بعدُ النظرِ في معيشته. وقد روي موقوفًا".

أخرج هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من فقهِ الرجلِ رفقهُ في معيشتهِ" (٣).

قال الهيثمي فيه؛ "رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط" (٤). وأبو بكر بن أبي مريم هو: "أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسَّاني الشامي، وقد يُنسب إلى جده، قيل اسمه بكير، وقيل عبد السلام. قال الحافظ ابن حجر: ضعيف. وكان (أبو بكر بن أبي مريم) قد سُرق بيته فاختلط" (٥). وقال الذهبي: "ضعّفوه، له علم وديانة" (٦).


(١) المرجع السابق، ص ٢٨.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي، أبو الفرج، عبد الرحمن. اللطائف والطب الروحاني. (تحقيق) عطا، عبد القادر، أحمد، ص ١٠٤.
(٣) مرجع سابق، ابن حنبل، أحمد. المسند. الجزء الخامس، ص ١٩٤.
(٤) مرجع سابق، الهيثمي، نور الدين، علي، بن أبي بكر. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. (تحرير الحافظين الجليلين) العراقي وابن حجر، المجلد الرابع، ص ٧٤، باب الرفق في المعيشة.
(٥) مرجع سابق، العسقلاني، ابن حجر. تقريب التهذيب. (تحقيق) عبد اللطيف، عبد الوهاب، المجلد الثاني، ص ٣٩٨.
(٦) الذهبي. الكاشف معرفة من له رواية في الكتب الستة. بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م الجزء الثالث. ص ٢٧٥.

<<  <   >  >>