للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتفكرُوا في اللهِ، فإنكم لن تقدروا قدره" (١).

على الرغم من أن الحديث ضعيف، إلا أن رأي ابن الجوزي لا يخالف الحقيقة القرآنية التي أكدت ما ذهب إليه، ويمكن الرجوع إلى تفصيل ذلك في الباب الرابع (ص ٣٣١ وما بعدها). وعلى هذا فإن رأيه يعد صحيحًا.

٦ - على الرغم من استشهاد ابن الجوزي في أهمية النية بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "نية المؤمن خير من عمله" (٢) وهو حديث ضعيف، إلا أن رأيه التربوي في أثرها في حث الإنسان للاستزادة من الأعمال الصالحة، لا يخالف المنهج التربوي الإسلامي ولكن لابد من اقتران النية بالعمل، وعلى ذلك فإن رأيه يعد صحيحًا.

٧ - وثق ابن الجوزي التربوية العقلية ببعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة، على الرغم من معرفته بذلك، وذكر هذه الأحاديث في كتابه الموضوعات، وقد يكون لابن الجوزي العذر في ذكر هذه الأحاديث، أنه أراد بيانها وإيضاحها للقارئ حتى يكون على بينةٍ من هذه الأحاديث، فيحذر من الاستشهاد بها، بالإضافة إلى أن ابن الجوزي نفى صحة الأحاديث المتعلقة بالعقل، وذكر أنها جميعها غير صحيحة بقوله: "المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فضل العقل كثير، إلا أنه بعيد الثبوت" (٣). وقول ابن الجوزي فيه نوع من المبالغة، لأن هناك أحاديث صحيحة وردت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في العقل، أثبتت الباحثة بعضًا منها في الباب الرابع، الفصل الثاني (ص ٢٨٠ وما بعدها). وعلى ذلك فإننا سنكتفي بالأحاديث الصحيحة التي استشهدت بها الباحثة، ونستبعد الأحاديث التي ذكرها ابن الجوزي بسبب ضعفها أو وضعها. كما إن الأحاديث التي بحثت عنها، فلم أقف على تخريج لها، هي استشهاده في علاج الهوى، بقول ابن


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. التبصرة. (تحقيق) عبد الواحد، د. مصطفى. الجزء الأول، ص ٥٩.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٠.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. ذم الهوى. (تحقيق) عبد الواحد، د. مصطفى. (مراجعة) الغزالي، محمد، ص ٧.

<<  <   >  >>