للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - بيَّن ابن الجوزي رأيه التربوي في علاج دافع حب المال، ببيان كيفية الإنفاق الصحيح، فقال: "ينبغي أن تكون النفقة أقل من الكسب، ليقتني من الفضل ما يكون معدًّا لحادثة لا تؤمن، وهذا ما يأمر به العقل الناظر في العواقب، ولا يبالي به الهوى الناظر إلى الحالة الحاضرة. وعن أبي الدرداء مرفوعًا: من فقهِ الرجلِ بعدُ النظرِ في معيشتهِ" (١).

على الرغم من أن الحديث الذي استشهد به ابن الجوزي ضعيف، إلا أن رأيه التربوي في كيفية الكسب والإنفاق لا يتعارض مع المفهوم الإسلامي، وقد سبق أن فصلناه في الباب الثالث، الفصل الأول ص ١٣٧ وما بعدها من هذا الكتاب، وعلى ذلك فإننا نعد رأيه صحيحًا.

٣ - أورد ابن الجوزي رأيه في كيفية معاملة الطفل العنيد وضرورة اللطف واللين معه، وقد وثقه بقول ابن عباس "عرامةُ الصبي في صغرهِ زيادة في عقلهِ في كبرهِ" وقد ثبت أن هذا الحديث ضعيف. رَغم أن رأيه التربوي صحيح ولا غبار عليه، لذلك فإننا نستبعد الحديث الضعيف ونقبل بالرأي التربوي.

٤ - وضع ابن الجوزي للبالغ خطوات عدة للإعلاء من الحاجة الجنسية، منها غض البصر، وقد وثقه بقوله قيل: "النظرُ إلى المرأةِ سهمٌ مسمومٌ من سهامِ إبليسَ، من تركَه ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ أعطاهُ اللهُ إيمانًا في قلبهِ يجدُ حلاوتَه" (٢).

وثق ابن الجوزي هذا الرأي أيضًا بقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} (٣). وعلى ذلك فإننا سنعتبر الرأي التربوي صحيحًا رغم استشهاده بحديث ضعيف.

٥ - وثق ابن الجوزي رأيه التربوي في أن وجود الله تعالى يتأكد من خلال مخلوقاته، بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "تفكروا في خلقِ اللهِ ولا


(١) المرجع السابق، ص ١٠٤.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٦٠.
(٣) سورة النور، الآية ٣٠.

<<  <   >  >>