للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاستثمار الحكم التفصيلي منها" (١).

وهناك الكثير من القواعد الفقهية التي أصَّلها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، سأذكر بعضًا منها موثِّقة كل قاعدة بآية قرآنية واحدة، أو حديث نبوي واحد اجتنابًا للإطالة.

القاعدة الأولى: "لا ثواب إلا بالنية".

القاعدة الثانية: "الأمور بمقاصدها" (٢). الأصل فيهما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنية. وانما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى اللهِ ورسولهِ فهجرتُه إلى اللهِ ورسولهِ. ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأة يتزوجُها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه" (٣).

القاعدة الثالثة: "اليقين لا يزول بالشك" (٤) ودليلها ما رواه الإمام البخاري عن عباد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: الرجل الذي يخيلُ إليه أنه يجدُ الشيءَ في الصلاةِ، فقال: لا ينفتل -أو لا ينصرفُ- حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا (٥). وهذا الحديث رواه مسلم (٦).

القاعدة الرابعة: "المشقة تجلب التيسير" (٧). والأصل فيها قوله


(١) المرجع السابق، ص ١٤.
(٢) ابن نجيم، زين العابدين، بن إبراهيم. الأشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان. بيروت، دار الكتب العلمية، طبعة سنة ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م، ص ٢٧.
(٣) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الثالث، ص ١٥١٥ - ١٥١٦، كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم - "إنما الأعمال بالنية. وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال"، حديث رقم ١٥٥ - (١٩٠٧).
(٤) مرجع سابق، ابن نجيم. الأشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان. ص ٥٦.
(٥) مرجع سابق، العسقلاني. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. الجزء الأول، ص ٢٣٧، كتاب الوضوء، باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن، حديث رقم ١٣٧.
(٦) مرجع سابق، النيسابوري. صحيح مسلم. الجزء الأول، ص ٢٧٦، كتاب الحيض، باب الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك، حديث رقم (٩٨ - ٣٦١).
(٧) مرجع سابق، ابن نجيم. الأشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان. ص ٧٥.

<<  <   >  >>