للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-عليهم السلام-، التي تبين ابتلاءاتهم المختلفة فقال: "هذا آدم طاب عيشه في الجنة وأخرج منها. ونوح سأل في ابنه فلم يُعطَ مراده، والخليل ابتلي بالنار، وإسماعيل بالذبح، ويعقوب بفقد الولد، ويوسف بمجاهدة الهوى، وأيوب بالبلاء، وداود وسليمان بالفتنة، وجميع الأنبياء على هذا.

وأما ما لقي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم" (١).

٤ - كذلك استشهد ابن الجوزي على التربية الإرادية بقصة يوسف -عليه السلام- فقال: "وكذلك الزهد يحتاج إلى صبر عن الهوى. والعفاف لا يكون إلا بكفِّ كفِّ الشرَه. ولولا ما عانى يوسف -عليه السلام- ما قيل له أيها الصديق" (٢).

ب- الآراء التربوية التي وثقها ابن الجوزي بقصص السلف الصالح وأقوالهم

عرض ابن الجوزي في أثناء إبداء بعض آرائه التربوية بعض القصص الواقعية للسلف الصالح حتى يقتدي بهم القارئ في أخلاقهم وسلوكهم وتصرفاتهم، وتكون له حافزًا على التطبيق.

وهذه بعض الآراء التي وثقها بهذه القصص:

١ - استشهد ابن الجوزي عند بيان فضيلة كظم الغيظ بحال السلف الصالح فقال: "وقد كان السلف إذا غضبوا غفروا وصفحوا طلبًا لفضيلة العفو، وكظم الغيظ، ومنهم من يرى السبب في إغضابه ذنوب نفسه، ومنهم من يرى أنه مختَبر" (٣).

٢ - وفي تربية الطفل استشهد بجواب سفيان الثوري لمن سأله بقوله: نضرب أولادنا على الصلاة؟ قال سفيان: بل بشرهم" (٤).


(١) المرجع السابق، ص ٣٨٨.
(٢) المرجع السابق، ص ٢٦٩.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١١١.
(٤) المرجع السابق، ص ١٣٣.

<<  <   >  >>