للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ستدري يا مفرِّطُ صدقَ قوليِ ... إذا غُودرتَ في بطنِ الصحارِي

وخلّاك الصديقُ أسيرَ قفر ... ترافقُك الندامةُ في القفارِ

وقد فازوا بما حازوا جميعًا ... وأنت رهينُ ذلٍ وافتقار

فخذ حذرًا وزادًا تكتفيه ... لرحلته إلى تلك الديارِ" (١)

يلاحظ على شعر ابن الجوزي أنه يتميز بالسهولة وترك التكلف، كما يتميز شعره بوضوح الطابع الأخلاقي والديني الذي يربي في النفس البشرية القيم والآداب الصالحة، ولا يخرج عن الأحكام الشرعية التي أمر بها المنهج التربوي الإسلامي.

ب - وهناك بعض الآراء التربوية التي وثقها بشعر غيره من الشعراء

١ - استشهد ابن الجوزي في تربية الطفل بقوله: "أقوم التقويم ما كان في الصغر، فأما إذا تُرك وطبعَه فنشأ عليه ومرن كان رده صعبًا، قال الشاعر:

إن الغصونَ إذا قَومتَها اعتدلَت ... ولا يلينُ إذا قومته الخشبُ

قد ينفعُ الأدبُ الأحداثَ في مهلٍ ... وليس ينفعُ في ذي الشيبةِ الأدبُ" (٢)

٢ - واستشهد ابن الجوزي في أهمية تأديب الطفل حتى وإن شكا ثقل التأديب عليه بقوله: "وما احتمل من العلم يأمرانه به وينهيانه عن القبيح ويحثانه على المكارم، فإنه موسم الزرع. قال الشاعر:

لا تسهُ عن أدب الصغيـ ... ـرِ وإن بكى ألمَ التعبْ

ودع الكبيَرَ لشأنِه ... كبُرَ الكبيرُ عن الأدبْ (٣)

٣ - استشهد ابن الجوزي بأثر الصحبة الصالحة في الناشئ بقوله: "وليكن جلساؤك الكتب والنظر في سِيَر السلف، ولا تشتغل بعلم حتى تحكم ما قبله، وتلمّحْ سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون، فقد قال الشاعر:


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٦٣ - ٦٤.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٣٣.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. "تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر". ص ٥٨.

<<  <   >  >>